الجمعة، 15 يناير 2021

ذاك الشبل من ذاك الأسد

 يُضرب هذا المثل حين يشابه الولد أباه، فيأتي بأفعال تشبه أفعال والده، أو قد يصدر منه موقفًا شبيه بموقف لأبيه، فيتصرف على نفس النحو والنهج، 

فتقول العرب: هذا الشبل من ذاك الأسد، أو من شابه أباه فما ظلم، وكل هذه الأمثال تربط بين الولد والوالد، ولهذا المثل قصة طريفة حدثت مع أحد البخلاء.

أما قصة مثل: هذا الشبل من ذاك الأسد، فيُروى أن أحد الأشخاص نزل ضيفًا على صديق له من البخلاء، وكان عند هذا الصديق صبي صغير، وما أن وصل الضيف نادى البخيل على ولده وقال له: عندنا ضيف قريب إلى قلبي أود أن أكرمه، اذهب واشترِ لنا نصف كيلو من اللحم من أحسن اللحم الموجود عند الجزار،

 وبعد مدة عاد الولد ولم يشترِ شيئًا، فسأله أبوه أين اللحم؟

 فقال الولد: بأنه ذهب إلى الجزار وقال له أعطني أحسن ما عندك من لحم، فقال الجزار له: سأعطيك لحمًا كأنه الزبد، فقال في نفسه: إذا كان الأمر كذلك لما لا أشتري الزبد بدلًا من اللحم، لذا ذهب إلى البقال وقال له: أعطني أفضل ما عندك من الزبد، فقال له البقال: سأعطيك زبدًا كأنه العسل، فقال في نفسه إذا كان سيعطيني زبدًا كأنه العسل، لما لا أشتري العسل؟

بعد ذلك ذهب الولد إلى بائع العسل وقال له: هات أفضل ما عندك من عسل، فقال له: سأعطيك من العسل أحسنه، كأنه الماء الزلال، فقال الولد في نفسه: إذا كان الأمر كذلك فعندنا في البيت ماء صافٍ زلال، فلمَ أشتري إذن؟

 وهكذا عدت دون أن أشتري شيئًا، فقال الأب: يا لك من صبي شاطر، ولكن فاتك شيء لقد استهلكت حذاءك في الجري من دكان إلى آخر، فقال الصبي: لا يا أبي فقد لبست حذاء الضيف، فقال الأب أنت تشبهني وذاك الشبل من ذاك الأسد.

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا المثل يُضرب عندما يسلك الولد نفس درب والده، فيتصرف ويفكر بنفس طريقة وأسلوب والده.

وقد قال الشاعر يصور ذلك:

 مشى الطاوس يوماً باختيالٍ ... فقلد شكل مشيته بنوه

فقال على ما تختالون؟ قالوا ... لقد بدأت ونحن مقلدوه

فخالف سيرك المعوج واعدل ... فإنا إن عدلت معدلوه

أما تدري أبانا كل فرع ... يجاري بالخطى من أدبوه

وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...