الخميس، 4 فبراير 2021

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، ولهذه المقولة أصل عند العرب، ذكره كتاب "المنتقى من أمثال العرب".

وقائل هذا المثل هو طرفة بن العبد عندما كان سجينًا، وهى من قصيدة :

أسلمني قوم ولم يغضبوا ... لسوأة حلت بهم فادحة

كم من خليل كنت صادقته ... لا ترك الله له واضحة

كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحة".

وتعني هذه المقولة ما أشبه بعض القوم ببعض لتساويهم فى الشر والخديعة، وخص البارحة بالذكر تحديداً لقربها منها فكأنه قال ما أشبه الليلة بالليلة أى أنهم فى اللئوم شىء واحد.

وقد جمعته علاقة بالملك عمرو بن هند، إلّا أنّ هذه العلاقة لم تستمر؛ فقد هجا طرفة الملك، ممّا دفع الأخير إلى كتابة كتابيْن اثنين إلى شخص يُدعى المكعبر عامله في البحرين:

 الكتاب الأول يوصله المتلمس وهو خال طرفة، والكتاب الثاني يوصله طرفة، وقد أخذ كلٌّ منهما الكتاب دون قراءته.

وفي طريقهما إلى المكعبر وجدا غلاماً؛ فطلب المتلمّس من الغلام قراءة الكتاب، فقرأ الغلام (من عمرو بن هند إلى المكعبر إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه، ورجليه، وادفنه حيّاً)، فرمى المتلمس الكتاب في النهر، وقال لطرفة بأنّه يملك مثلها، إلّا أنّ طرفة قال: (ما كان ليفعل ذلك في عقر داري)؛ فوصل طرفة المكعبر؛ فقطع يديه ورجليه ودفنه حياً.


وطرفة هو صاحب المعلقة التي يقول في ابيات منها:

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً ... ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ ... بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

ويقول:

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً ... عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...