الجمعة، 25 ديسمبر 2020

عند الصباح يحمد القوم السرى

تضرب مثلاً للرجل يحتمل المشقة ويصبر ليحمد العاقبة ويفرح بها ، فعند الصباح يحمد الرجل ما قدم وصبر، فتقول العرب : وعند الصباح يحمد القوم السرى

 وقائلها خالد بن الوليد رضي الله عنه

حيث أمره أبوبكر رضي الله عنه المسير إلى العراق لمساند جيش المسلمين في وقعة اليرموك، وكان  باليمامة، فأراد خالد أن يسلك طريقاً مختصرا في الصحراء، فقال له رافع بن عمرو الطائي، قد سكلتها وإنه لعصب مرورها بالجيش، إذ تحتاج لخمسة أيام وليس فيها ماء

فأمر خالد أن تسقى الإبل الماء وشد أفواهها، حتى مضى يومان وخاف الناس الهلاك، أمر بنحر الإبل وشرب الماء ومضى الجيش،

فلما كان في الليلة الرابعة

قال خالد لرافع ما الخبر، فقال رافع انظروا في الطريق فإذا رأينا سدراً أي عظاماً فهو النجاة وإلا فهو الهلاك،

فمشوا ورأوا السدر فأخبره، فكبر وكبر الناس معه ودلهم على الماء وشربوا

فقال خالد:

لله در رافعٍ أنا اهتدى ... فوز من قرار إلى سرى

خمساً إذا سار به الجيش بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى

عند الصباح يحمد القوم السرى ... وتنجلي عنهم غيابات الكرى.

السرى أي: المشي بالليل

والمعنى أن الذي يمشي بالليل يفرح بمسيره إذا طلع النهار، بخلاف الذي ينام ليله، فإنه يندم إذا طلع النهار.

يقول المتنبي:

بقدر الكد تكسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن طلب العلى بغير كدٍ ...أضاع العمر في طلب المحالِ


وقال أحمد شوقي:

وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما أستعصى على قوم منال ... إذا الإقدام كان لهم ركابا


وقال خليل مطران :

إعزم وكد فإن مضيت فلا تقف... وأصبر وثابر فالنجاح محقق

ليس الموفق من تواتيه المنى ... لكن من رزق الثبات موفق


المصدر: 

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال للبكري: ص334.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...