الأحد، 13 ديسمبر 2020

لا ناقةَ لي فيها ولا جمل

أصل المثل للحارث بن عباد حين قتل جساسُ بنُ مرة كليباً وهاجت الحرب بين الفرقين، وكان الحارث اعتزلها، وقال لا ناقة لي فيها ولا جمل 
لأن الحرب سببها ناقة البسوس حينما دخلت حمى كليباً فداست بقدمها بيض طائر يقال له قنبراً وقد كان كليباً أجاره، فرمى ضرع الناقة فماتت، فقتله كليباً، فقامت الحرب بينهم أربعين عاماً
وقد اعتزلها الحارث بن عباد إذ قال لا ناقة لي فيه ولا جمل .

 قال الراعى:

وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل

 وقال بعضهم: إن أول من قال ذلك الصدوف بنت حليس العذرية

 وكان من شأنها أنها كانت عند زيد بن الأخنس العذري، وكان لزيد بنت من غيرها يقال لها الفارعة، 

وإن زيدا عزل ابنته عن امرأته في خباء لها، وأخدمها خادما، 

وخرج زيد إلى الشام، وإن رجلا من عذرة يقال له شبث هويها وهويته، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر راعى أبيها أن يعجل ترويح إبله، وأن يحلب لها حلبة إبلها قيلا، فتشرب اللبن نهارا، حتى إذا أمست وهدأ الحي رحل لها جمل كان لأبيها ذلول فقعدت عليه وانطلقا حتى كانا ينتهيان إلى متيهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم يقبلان في وجه الصبح، فكان ذلك دأبهما

 فلما فصل أبوها من الشأم مر بكاهنة على طريقه، فسألها عن أهله، فنظرت له ثم قالت: أرى جملك يرحل ليلا، وحلبة تحلب إبلك قيلا، وأرى نعما وخيلا، فلا لبث، فقد كان حدث، بآل شيث

 فأقبل زيد لا يلوى على شيء حتى أتى أهله ليلا، فدخل على امرأته وخرج من عندها مسرعا حتى دخل خباء ابنته، فإذا هي ليست فيه، فقال لخادمها: أين الفارعة ثكلتك أمك؟ قالت: خرجت تمشى وهى حرود، زائرة تعود، لم تر بعدك شمسا، ولا شهدت عرسا، 

فانفتل عنها إلى امرأته، فلما رأته عرفت الشر في وجهه، فقالت: يازيد، لا تعجل واقف الأثر فلا ناقة لي في هذا ولا جمل، فهي أول من قال ذلك.


المصدر:

- مجمع الأمثال للميداني: 2/220.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...