تنقل عن الأمير علي بن منقذ (ت: 475هـ) حكاية عجيبة😏، وهو جد الأمير الأديب أسامة ابن منقذ الذي كان يحفظ عشرين ألف بيت من الشعر💪.
كان الأمير علي يتردد إلى حلب قبل تملكه شيرز، وشيزر قلعة قرب حماة السورية، وصاحب حلب يومئذ تاج الملوك محمود بن صالح بن مرداس، فجرى أمر خاف الأمير علي على نفسه من الملك👊.
فخرج من حلب إلى طرابلس الشام وصاحبها يومئذ جلال الملك بن عمار، فأقام عنده.
فتقدم محمود بن صالح إلى كاتبه (نصر محمد بن الحسين علي بن النماس الحلبي)، وكان كاتباً ماهراً، أن يكتب إلى الأمير علي كتاباً يتشوقه ويستعطفه ويستدعيه إليه.
ففهم الكاتب أن الملك يقصد شراً بالأمير علي😈، وكان الكاتب صديقاً لسديد للأمير علي، فكتب الكاتب كما أمره الملك محمود، وإلى أن بلغ إلى " إن شاء الله تعالى " فشدد النون وفتحها إنَّ😐.
فلما وصل الكتاب إلى الأمير علي بن منقذ، عرضه على ابن عمار صاحب طرابلس ومن بمجلسه من خواصه، فاستحسنوا عبارة الكتاب واستعظموا ما فيه من رغبة الملك محمود فيه وإيثاره لقربه.
فقال الأمير علي إني أرى في الكتاب ما لا ترون😕، ثم أجابه عن الكتاب بما اقتضاه الحال، وكتب في جملة الكتاب " أنا الخادم المقر بالانعام " وكسر الهمزة من أنا وشدد النون إنَّا.
فلما وصل الكتاب إلى الملك محمود وقرأه عليه الكاتب سر بما فيه😍.
ولما وصل إلى قوله إنا الخادم الفقير ووجدها مشددة فهم أن الأمير علي قد فهم رسالته، وقال لأصدقائه: قد علمت أن الذي كتبته لا يخفى على سديد الملك، وقد أجاب بما طيب نفسي؛ وكان الكاتب قد قصد قول الله تعالى: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) (القصص:20) . فأجاب الأمير علي بقوله تعالى: (إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها) (المائدة:24).
فكانت إن سبباً في إنقاذ الأمير علي بن منقذ 😆 هذه معدودة من تيقظ وفهم الأمير علي بن منقذ.
المصدر:
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: 3/410.
المؤلف: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى: 681هـ)
المحقق: إحسان عباس
الناشر: دار صادر - بيروت
الطبعة: 1900م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق