الجمعة، 1 يناير 2021

عذرٌ أقبحُ من ذنب

 يقول الرواة :

أن: هارون الرشيد:  طلب من الشاعر ( أبي نواس ) وهو يسامره ذات ليلة أن يعطيه مثالاً يوضح كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه بما هو أقبح من الذنب نفسه !!

فوعده ( أبو نواس ) أن يعطيه هذا المثال على أن يمهله بضعة أيام ،

وبعد أن مرت عدة أيام :

رأى ( أبو نواس ) الخليفة ( هارون الرشيد ) واقفاً عند نافذة يتأمل جمال الحديقة أمام قصره ،

فاقترب منه بخفة وغافله وضربه بلطف على قفاه .

فالتفت إليه ( هارون الرشيد ) ويده على مقبض سيفه ، وقال له غاضباً :

- ويل أمك ... كيف تجسر على فعل ما فعلت ؟؟

فقال: ( أبو نواس ) :

- لا تغضب يا مولاي ... فقد ظننتك سيدتي زينب !!

فاستشاط ( هارون الرشيد ) غضباً وقال: 

- ويلك أيها الفاسق القبيح ... وهل تجسر على أن تفعل مثل ذلك مع سيدتك ؟؟

فرد عليه ( أبو نواس ) قائلاً :

- يا مولاي ... هذا هو المثال الذي طلبته مني على العذر الذي يكون أقبح من الذنب .

فضحك ( هارون الرشيد ) وعفا عنه.


يقول الشاعر

وكم مذنب لما أتى باعتذاره ... جنى عذره ذنبا من الذنب أعظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...