تقول العرب لمن رجع خالي الوفاض خائباً عن هدفه ومصقوده وأضاع جهده وماله ووقته بدون فائدة : رجع بخفي حنين
كان حُنين من أهل الحيرة وكان حَذّاءً اسكافياً فجاءه أعرابي ذات يوم ليشتري منه خُفّين. لم يقبل الأعرابي السعر الذي طلبه حنين ثمناً للخفين، وظلّ يساومه لينقص السعر حتى تضايق حنين منه. وبعد نقاش طويل انصرف الأعرابي من غير أن يشتري الخفين. فغضب حنين، وأراد أن يغيظه، وفكر له في خدعة يخدعه بها.
ركب الأعرابي جمله ليعود إلى قومه، فأسرع حنين إلى الطريق الذي سيسلكه الأعرابي فوضع أحد الخفين في وسط الطريق، وسار مسافة ثم ألقى الخفّ الآخر في مكان أبعد قليلاً.
مر الأعرابي بمكان الخفّ الأول، فأمسك بالخفّ ونظر إليه متعجباً
وقال: ما أشبه الخف بخف حنين الإسكافي! ماذا يفيد هذا الخف وحده ؟! لو كان معه الخف الآخر لأخذتهما.
ترك الأعرابي الخف، وتابع طريقه حتى وصل إلى الخف الثاني! فنزل من فوق الجمل وأمسك الخف الثاني، وقلّبه في يده
وقال: يا للعجب! هذا الخف أيضاً يشبه خُفَّ حنين تماماً، يا لسوء الحظ ! لماذا تركت الخف الأول لو أخذته معي، لنفع الخفان. ينبغي أن أرجع فوراً وأُحضر الخُفَّ الأول،
وكان حُنين يراقب الأعرابي من خلف تلّ قريب لينظر ماذا سيفعل. فلما رآه قد مشى ليحضر الخف الأول أسرع وساق جمله بما عليه من بضاعة واختفى.
وأخذ الجمل بما حمل
رجع الأعرابي يحمل الخف، ولم يجد لا الجمل ولا متاعه فحمل الخفين ورجع إلى أهله.
تعجب القوم عندما رأوا صاحبهم يرجع إليهم ماشياً على رجليه وليس راكباً على جمله بيده الحذاء، فسألوه: ما الخبر، وبماذا جئت من سفرك؟
فأجابهم: جئتكم بخفي حُنين، وأراهم الخفين. وصار العرب يقولون إذا عاد المرأ عن هدفه خائباً خالي الوفاض بعد إضاعة جهه ووقته: رجع بخُفّي حُنين.
المصدر
مجمع الامثال للميداني: 1/296.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق