الجمعة، 15 يناير 2021

على الوعد يا كمون

 قصة مثل على الوعد يا كمون:

ويعتبر هذا المثل واحد من الأمثال العربية الشائعة، والتي تُقال لأولئك الذين يخلفون وعودهم بشكل دائم، ولا يصدقون مع الآخرين أبدًا في أقوالهم، والكمون كما هو معروف عنه من النباتات التي لا تحتاج إلى الريّ كثيرًا، إذ كان المزارعون يتجاوزونه عند سقي المزروعات، ولا يهتمون به كثيرًا لقوة تحمله العطش، وهناك قصة خرافية تزعم أن الكمون احتج على عدم سقي الفلاحين له ذات مرة، وطلب إليهم مساواته مع باقي المزروعات، فكان الفلاحون في كل مرة يعدونه بالسقي، غير أنهم كانوا ينكثون وعدهم دائمًا، فذهب فعلهم مع الكمون وعدم وفائهم بالوعد مثلًا شاع على ألسنة العامة، وعنه يقول الشاعر: تجعلوني ككمون بمزرعة إن فاته السقي أغنته المواعيد.

قصة أخرى لمثل: على الوعد يا كمون:

وأحداث القصة تدور حول رجل حكيم وطالب متعالم يُدعى كمون، والقصة بدأت بأن تحدى أحدهم الآخر بأن يصنع سمًّا زعافًا؛ كي يعرفا من منهما الأكثر براعة، ولهذا اقترحا أن يجرب أحدهما السمّ على الآخر، وكان الطالب المتعالم يكره معلمه الحكيم.

أسرع الطالب المتعالم وصنع السم أولًا من أجل القضاء عليه، وقام بإعطائه للحكيم وانتظر نتيجة شرب الحكيم للسم، غير أن الحكيم تمكن من أن يعالج نفسه بالحجامة، أي أنه قام بتجريح جسده ليخرج الدم مع السم، كما أنه قام بطلاء جسمه بالعسل لتتجمع عليه الحشرات، وتقوم بامتصاص الدم و تنقيته من السم، تفاجأ كمون حين رأى الحكيم حيًّا لم يمت، وبدأ يفكر بأن عليه أن ينفذ جزاه من الاتفاق، أي يقوم بشرب السم الذي سيصنعه الرجل الحكيم.

سأل كمون الحكيم وهو خائف متى سيخلص من السم ليعطيه لشربه، حينها أجابه الحكيم بكل برود، وقال: سأسقيك أسقيك يا كمون، يتوعده، وتنقضي الأيام والأسابيع، والحكيم معتكف في بيته ملازم له، بينما كمون جالس على جمر الانتظار ويزداد قلقًا، وبقي يتساءل ما الذي يصنعه الحكيم؟ وأي سمّ هذا الذي استهلك كل تلك المدة، ويسرع إلى الحكيم متى الوعد يا حكيم؛ فيجيبه هذا بكل هدوء: سأسقيك أسقيك يا كمون، جُن جنون كمون يريد أن يعرف ماذا يُعد له، تمر الأيام ويتضاعف هلع كمون؛ فيموت من القلق و الخوف، وحتى قبل أن يشرب أي سم، فكان القلق والخوف السم الذي قتله.

إن الأوقات الكثيرة التي مرت بكمّون وهو يترقب، حتى بلغت روحه وخرجت من الخوف والرعب وعدم تصوّر الخلطة السامة، بل وأين ستكون الضربة، جعلته يموت ويقضي من الهم والنكد، ومنذ ذلك الوقت صار قول الحكيم وطالبه كمون مثلًا على الوعد الكاذب الذي قد يؤدي بصاحبه إلى الجزع‏ والخوف والهلاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...