الأحد، 17 يناير 2021

عش رجباً ترى عجباً

 وقيل إن أول من قال مثل “عش رجبًا، ترَ عجبًا”، هو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبه، وكان قد طلق واحدة من نسائه حينما بلغه الكبر، وصار مسنًّا لما كرهته وأبغضته وخلفت عليه رجلًا أخر وتزوجته، وكانت تبادله من الوجد والحب ما لم تمنحه للحارث، ولما التقى زوج طليقة الحارث به أخبره بذلك، فقال له : عش رجبًا تر عجبًا؛ أي عش رجبا بعد رجب،

 وهذا إشارة إلى تعاقب السنوات، وقد قصد بمقولته: حين يطول بك العمر، وتبلغ من الكبر مبلغًا، سترى تقلبها عليك، وهجرها لك.

أي: فلن يعجبك بعدها العجب، وهي حالة تذمر 

وهو مثل لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب

 ومعناه انه لا يرضيهم افظل الامور وضرب مثل بالصيام في رجب بما انه الصيام متعب وشاق وشهر رجب جوه رائع ونهاره قصير فذاك يفي بان الصيام بذاك الشهر شيأ جميل وسهل وحتى ذاك لم يعجبهم.

ويقال أن جحا ذات يوم خرج وابنه ومعهم الحمار في طريقهم إلى السوق ، وأراد جحا أن يخفف عن الحمار ؛ فلم يركب لا هو ، ولا ابنه ، فلما مروا بجماعة من الناس ، سمعهم يقولوا يا لهذا الرجل اللئيم يوفر ماله ويشقي نفسه ويمشي هو وابنه على الأرض تاركين الحمار !

فركب جحا وابنه الحمار ، ومرا بجماعة أخرى ، فلما رأوهم ، قالوا يا لهؤلاء الرجال ، إنهم قساة القلب ، منعدمي الرحمة ، يركبون الحمار سويًا ، ولا يكفيهم أن يركب واحد منهم ؛ كي لا يشقى الحمار !

فلما سمع جحا وولده هذا الحوار ، نزل الابن ، وظل جحا راكبًا على ظهر حماره ، وولده يمشي خلفه ، ومروا بجماعة أخرى ، فلما رأوهم قالوا : ما هذا الأب القاسي الذي يترك ولده يمشي خلفه ، ويركب هو ليظل مرتاحًا منعمًا !

فلما سمعهم جحا نزل من على حماره ، وجعل ابنه يركب مكانه ، وظل هو يمشي خلف الحمار ، فلما مر بجماعة أخرى قالوا يا لا هذا الابن العاق ، كيف يركب هو على الحمار ، ويترك أبوه المسن يمشي خلفه ! ، بعدها قال جحا لابنه : أرأيت بابني إن رضا الناس غاية لا تدرك ، فلا شيء يعجبهم مهما فعلت .

رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك فاترك مالا يدرك لأجل مالا يترك فالله يملك كل مالا يدرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...