تقول العرب في الترفع عن أي شيء ثمين بعد رحيل وفقد من يعز عليها: لا عطر بعد عروس.
وعروسٌ اسم رجل من العرب من بني عذرة كانت عنده ابنة عم له تزوجها يقال لها أسماء بن عبدالله العذرية، فمات عنها فحزنت عليه،
فتزوجت بعده ابن عم لها آخر ياقل له نوفل، فتزوجته وهي له كارهة، وكان فقيراً بخيلاً دميماً على النقيض من زوجها الأول عروس،
فانطلق بها نوفل إلى أهله وقد زودها طيباً في سفط.
فسار بها، فمرا بقبر عروس زوجها السابق، فأقبلت تبكيه وترفع صوتها، وتقول:
يا عروس الأعراس، ويا شديد الباس، مع أشياء لا يعلمها الناس، فغضب زوجها نوفل وانتهرها
وقال: ما تلك الأشياء؟
فقالتتمدح زوجا الأول: عن المكارم غير نعاس، يعمل السيف صبيحات الباس.
وأردفت ترثي زوجا عروس: يا عروس الأعراس الأزهر، الكريم المحضر، مع أشياء كانت تذكر.
فازداد زوجها غضباً وقال: ما هي تلك الأشياء التي كانت تذكر؟
فقالت وهي تعرض به مادة زوجها السباق عروس: كان عيوفاً للخنا والمنكر، طيب النكهة غير أبخر، أيسر غير أعسر، ثم أخذت سفط العطر فكسرته على قبر عروس،
ثم قالت " لا عطر بعد عروس " فقال زوجها: إلى أهلك فأنت طالق، فقالت: إذن أنصرف مغتبطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق