الاثنين، 4 يناير 2021

أُكِلتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض

تقول العرب إذا تفرق الأخوة وغلبهم العدو واحدا تلو الآخر: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض أي إنما هزمت يوم تفرقت عن أخي

وأصل المثل أن ثوراً أسوداً وأبيضاً وأحمراً كانا في بعض المروج.

فكان الأسد إذا قصد أكل أحد هذه الأثوار  تعاونت عليه،  ولم يقدر عليها، 

فابتكر الأسد حيلة وذهب يوماً إلى الثور الأسود والأحمر وخلا بهما، وقال لهما إن الثور الأبيض ملفت للنظر والصيد، فلا يدل علينا إلا لونه، ولون جلدي مثل لون جلدكما، وإن خليتماني فأكلته خلا لكما المرعى،

فقالا : دونك فكله.

فلما أكله، أتى يوماً آخر إلى الثور الأحمر وقال له: لوني على لونك فدعني آكل الأسود ليخلو لك المرعى،  وأعطيك عهدا ألا أطور بك، فخلاه.

 وأكل الأسد الثور الأسود ، ثم عطف الأسد على الثور الأحمر ليففترسه، فقال الثور الأحمر: ( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض).

فتخاذل القوم فيما بينهم من أمارات شؤمهم ودلائل شقائهم.

جمع قيس بن عاصم بنيه وقال لهم ليأتني كل واحد منكم بعود فاجتمع عنده عيدان فجمعها وشدها، وقال اكسروها فلم يطيقوا ذلك.

ثم فرقها فناولهم فكسروها، فقال: هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم، ثم أنشدهم:

بصلاح ذات البين طول بقائكم ... إن مد في عمري وإن لم يمدد

حتى تلين جلودكم وقلوبكم ... لمسود منكم وغير مسود

إن القداح إذا جمعن فأمها ... بالكسر ذو حنق وبطش أيد

عزت فلم تكسر وإن هي بددت ... فالوهن والتكسير للمتبدد

وقال آخر:

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً ... وإذا تفرقت تكسرت آحادا.


وصارت العرب تقول: إذا تفرقت الأخوة وانهزموا : أكل يوم أكل الثور الأسود 


المصدر:

جمهرة الأمثال لابن مهران: 1/70.

مجمع الأمثال للميداني: 1/25.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...