وأصل المثل
يروى أن أعرابياً اشتد عليه المرض يوماً فدعا الله عزوجل و نذر قائلاً : إن مَـنَّ عليَّ الله بالصحة و العافية ، فسأقوم ببيع جملي هذا بدينارٍ لأي فقير ، و ذلك شكرا و حمداً لله
و فعلاً فقد شافه الله وعادت عليه صحته و عافيته ، فكان من الواجب عليه أن يفي بنذره الذى نذره لله بأن يبيع جمله كما عاهد و بدينار واحد فقط
و كما تقول العرب : ذهبت السكرة و جاءت الفكرة، ووقع الفأس في الرأس ؛ فكيف له أن يبيع الجمل بدينار واحد و هو مصدر رزقه الوحيد !؟ و كيف سيعيش من بعده !؟
و لم يجد صاحبنا من بدٍ إلا اللجوء إِلَىٰ حكيم البلدة ليجد له مخرجاً من مشكلته ، و قصَّ قصته عليه فسأله الرجل : و كم سعر جملك بالسوق!؟
رد الأعرابي : مائة دينار يا سيدي ، فهل يعقل أن أبيعه بدينار وَاٰحِدٍ فقط !؟
رد الحكيم : إن الله غنيٌ عما لديك ، و هو لم يُوْحِ إليك بأن تظلم نفسك و تنذر بهذا النذر الصعب ،
و لكن ﻻ تحزن فلكل معضلة حل
فرد اﻻعرابي : هيا ؛ بالله عليك إنجدني بالحل يا سيدي ...!
قال الحكيم : إعرض جملك كما نذرت للبيع بدينار ، و لكن عليك أن تشترط بيعه بِرُمَّتِهِ ؛ و إجعل الرمة بتسعة و تسعين وتسعين دينارا و الجمل بدينارٍ وَاٰحِدٍ و بذلك تكون قد وفيت ما عليك ، و لن تخسر شيء من سعر الجمل
.و هكذا أنقذ الحكيم الأعرابي بحكمتة ، و [ باع الجمل بِرُمَّتِهِ ]
و الرُّمَّةُ لغةً هي : الحبْلُ اَلَّذِيْٰ يُشَدُّ بِهِ فِيْ عُنُقِ اَلْبَعِيْرِ
فتقول العرب: باع الجمل بما حمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق