السبت، 9 يناير 2021

باع الجمل بما حمل

وأصل المثل 

 يروى أن أعرابياً اشتد عليه المرض يوماً فدعا الله عزوجل و نذر قائلاً : إن مَـنَّ عليَّ  الله بالصحة و العافية ، فسأقوم ببيع جملي هذا بدينارٍ لأي فقير ، و ذلك شكرا و حمداً لله

و فعلاً فقد شافه الله وعادت عليه صحته و عافيته ، فكان من الواجب عليه أن يفي بنذره الذى نذره لله بأن يبيع جمله كما عاهد و بدينار واحد فقط

 و كما تقول العرب : ذهبت السكرة و جاءت الفكرة، ووقع الفأس في الرأس  ؛ فكيف له أن يبيع الجمل بدينار واحد و هو مصدر رزقه الوحيد !؟ و كيف سيعيش من بعده !؟ 

و لم يجد صاحبنا من بدٍ إلا اللجوء إِلَىٰ حكيم البلدة ليجد له مخرجاً من مشكلته ، و قصَّ قصته عليه فسأله الرجل : و كم سعر جملك بالسوق!؟

رد الأعرابي : مائة دينار يا سيدي ، فهل يعقل أن أبيعه بدينار وَاٰحِدٍ فقط !؟

رد الحكيم : إن الله غنيٌ عما لديك ، و هو لم يُوْحِ إليك بأن تظلم نفسك و تنذر بهذا النذر الصعب ، 

و لكن ﻻ تحزن فلكل معضلة حل  

فرد اﻻعرابي : هيا ؛ بالله عليك إنجدني بالحل يا سيدي ...!

قال الحكيم : إعرض جملك كما نذرت للبيع بدينار ، و لكن عليك أن  تشترط بيعه بِرُمَّتِهِ ؛ و إجعل الرمة بتسعة و تسعين وتسعين دينارا و الجمل بدينارٍ وَاٰحِدٍ و بذلك تكون قد وفيت ما عليك ، و لن تخسر شيء من سعر الجمل 

.و هكذا أنقذ الحكيم الأعرابي بحكمتة ، و [ باع الجمل بِرُمَّتِهِ ] 

و الرُّمَّةُ لغةً هي : الحبْلُ اَلَّذِيْٰ يُشَدُّ بِهِ فِيْ عُنُقِ اَلْبَعِيْرِ 

فتقول العرب: باع الجمل بما حمل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...