الأحد، 20 ديسمبر 2020

إذا قالت حذام قولاً فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام

يضرب هذا المثل في الحكمة والقول السديد، وتعبر عن بعد النظر والبصيرة بخفي الأمور، ومعنى كلمة حذام من حذم الشيء أي قطعه، والشخص الحازم هو الصارم ذو الرأي القاطع .


 وحذامي بنت الريان بن خسر بن تميم زوجة لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ،  وكان زوجها لجيم يثق في حدسها وقوة إدراكها .

 فيحكى أن عاطس بن جلاح بن الحميري وقعت بينه وبين قومها الريان فتنة، والريان قوم حذامي.

فسار الحميري إلى الريان في جموع من العرب : خثعم وجعفي وهمدان، فلقيهم الريان في عشرين حياً من أحياء ربيعة ومضر، فاقتتلوا قتلاً شديداً

 ثم إن الحميري رجع إلى معسكره، وهرب الريان تحت ليلته، فسار ليلته وفي الغد، ونزل الليلة الثانية، فلما أصبح عاطس الحميري ورأى خلاء معسكرهم أتبعهم جملةً من حماة رجاله، فجدوا في اتباعهم.

فانتبه القطا وهو نوع من أنواع الطيور في اسرائهم من وقع دوابهم، فمرت على الريان وأصحابه عرفاً عرفاً، فلما رأتها حذام بنت الريان خرجت إلى قومها فقالت:

ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا ليلاً لناما 

فقال زوجها لجيم وكان يثق في حدسها:

إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام

 فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا عنهم، ونجا الريان وقومه بسبب ذكاء ودهاء حذام بنت الريان، وصار مثلاً عند العرب في التصديق، وكأنها زرقاء اليمامة

والعبرة من المثل أن يقال هذا فيمن نثق في صحة رأيهم، ونرى أن قولهم هو القول الفصل؛ لما لهم من رجاحة في العقل، والفطنة، فكل مبصر للأمور، هو حذام، وكل صادق في الحدس هو حذام، وكل سديد في القول.


المصدر:

- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال للبكري: ص42.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما أشبه الليلة بالبارحة

 ما أشبه الليلة بالبارحة" مقولة شهير يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ، وله...